اصطفاء الأمة الإسلامية من بين الأمم
أما الاصطفاء فقد أورثها الله تعالى الكتاب والحكمة، وجعلها شهيدة على الناس، وحسبك أن يكون ظالمها من جملة المصطفين مع أنه مأخوذ بظلمه محاسب على تفريطه ((ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ)) [فاطر:32]، فكل خير لدى أية أمة من الأمم ففي المسلمين أكثر منه، وكل شر في هذه الأمة ففي غيرها أكثر منه، وحضارتها هي حضارة العدل والرحمة والتسامح، وصدق من قال من فلاسفة الغرب: ''ما عرف التاريخ فاتحاً أرحم من المسلمين''!! أما الحضارة الندّ " الغربية " فلم ترق إلى شيء من هذه القيم إلا بعد قرون من الصراع، ومئات الملايين من القتلى والمشردين، ولا يزالون يتقاتلون إلى اليوم في إيرلندا وأوروبا الشرقية!! وقد أهلكوا في توسعهم الاستعماري خلال ثلاثة قرون ما قدره بعض مفكريهم بمائة مليون إنسان، وبعضهم أو صله إلى 300 مليون إنسان!!